الأحد، 14 سبتمبر 2025

عماد خلاف يكتب: صاحب المقام وقنديل أم هاشم

 

إبراهيم عيسي

 


فعلها يحيي حقي في القرن الماضي من عام 1968،عندما تحولت روايته قنديل أم هاشم إلي قصة سينمائية سيناريو وحوار، صبري موسي، وإخراج كمال عطية، وبعد مرور هذه السنوات يأتي إبراهيم عيسي، ويشتبك مع الماضي كعادته في فيلم صاحب المقام، ويعيدنا إلي المربع صفر.

في قنديل أم هاشم كان العلم في مواجهة التراث الإنساني والعرف وما تمثله الأضرحة من مخزون ديني وعقائدي لدي المواطن المصري، وفي صاحب المقام سطوة المال أمام نفس الشيء، كلا منهما راح يطرح السؤال الأبدي أيهما سينتصر العلم أم سطوة المال أمام أولياء الله الصالحين، وأضرحتهم الموجودة في كل مكان في مصر، وما تفعله هذه الأماكن من هدوء نفسي وطمأنينة وسكينة في نفس المواطن الغلبان، بالإضافة إلي التبرك والتعلق بها، وجعلها الملجأ من جبروت وسطوة الحياة.

مع المشاهد الأولي من فيلم صاحب المقام نصل إلي يقين أن أسر ياسين الذي يتقمص شخصية يحيي حسين رجل أعمال، لا يهتم بشئ سوي البيزنس، مهمل في علاقته بزوجته وابنه الوحيد، كل وقته يقضيه في شركته وهاتفه المحمول، لا مجال للمشاعر والأحاسيس، المكسب هو طريقة الوحيد، ومع تكرار المشاهد نصل إلي حقيقة مفادها، لا مكان عند يحيي إلا سطوة المال، وشخصية بيومي فؤاد شريكه في العمل، الذي يتقمص شخصيتين، واحدة باسم حليم والأخري حكيم، أحدهم يؤمن بسطوة المال، والأخر قرينه الذي يؤمن بالخزعبلات من وجهة نظر يحيي، وأن ضريح سيدي هلال ما هو إلا جدران متهالكة ولابد من هدمها، وأقامة كمبوند سكني، وحتي لا ينزعج المواطنين بسبب هدم مقام سيدي هلال، يوعدهم ببناء مسجد مكان الضريح، ومع مشهد الهدم تنهال اللعنات والمصائب علي رجل الأعمال يحيي.

التقارب بين فيلم صاحب المقام وقنديل أم هاشم واضح وصريح، رغم الاختلاف في التناول الدرامي، لكن في النهاية يصل إبراهيم عيسي  إلي ما وصل إليه يحيي حقي، نعود للوراء مع فيلم قنديل أم هاشم وماحدث للطبيب إسماعيل الذي تقمص الشخصية شكري سرحان الذي سافر للخارج وعاد حاصلا علي الدكتوراه في طب العيون من ألمانيا، وبعد عودته يكفر بكل ما أمن به خلال تربيته في الحي الشعبي السيدة زينب القريب من أولياء الله الصالحين، ورؤيته الدائمة لعلاج العشرات بزيت القنديل، فيقوم بتحطيم قنديل المسجد، وينفض عنه مرضاه، مهاجما معتقداتهم الدينية، وبعد مرور المشاهد لا يجد إسماعيل مفر سوي عقد مصالحة بين العلم ومعتقدات الناس البسطاء، ويعود لعلاج ابنة خالته فاطمة مستخدما الإيمان والعلم سويا، كما فعل يحيي في فيلم صاحب المقام، من عودته في النهاية إلي بناء الضريح مرة أخري.

طبيب العيون إسماعيل كسر القنديل المليء بالزيت، في قنديل أم هاشم،  وفي المقابل يحيي هدم مقام سيدي هلال، في صاحب المقام، كلا منها راح في طريقه لكنهم عادوا خائبين في النهاية، الروائي الكبير يحيي حقي أبدع في قنديل أم هاشم، والأستاذ إبراهيم عيسي الصحفي والروائي والإعلامي تألق في صاحب المقام المليء بالرمزيات، التي تجلت في شخصية "روح" التي جسدتها يسرا، وهل هي ضمير يحيي رجل الأعمال؟، أم إحدي الرسائل التي يرسلها الله إلي عباده بين الحين والأخر حتي يعودوا إلي رشدهم، وتجلي ذلك في إحدي المشاهد عندما تقول يسرا: "خليه يعود"، وظهورها في كذا شخصية مرة طبيبة ومرة أخري عاملة في المستشفي التي ترقد فيها زوجته، ومرة تلاطف وتلاعب الأطفال في مشهد ثالث، بالإضافة إلي شخصية هالة فاخر الذي ظهرت في مشهد وحيد عندما قامت بضرب يحيي علي وجهة في مقام الأمام الشافعي، وكأنها رسالة لكي يعود مرة ثانية إلي وعيه.

وتتوالي المشاهد في صاحب المقام، ويهمل يحيي عمله، ويقرر أن يذهب بنفسه إلي مقامات أولياء الله الصالحين، ويطلب الرسائل التي يرسلها المواطنين إلي الأمام الشافعي، حتي يحقق أمنيات أصحابها، في محاولة منه لطلب العفو والسماح من أهل آل البيت، وبالفعل ينجح في تحقيق بعضها، وتعود زوجته من الغيبوبة التي دخلت فيها مع بداية المشاهد.

في الفيلمين حالة روحانية تتجلى في بركة أم هاشم، وبركة سيدي هلال، كل منهما يسير في نفس الطريق، صديق إسماعيل طبيب العيون، يقول له: في حاجات كتير لازم تتعلمها غير العلم، وفي المقابل روح الذي تقول: خليه يعود، وأيضا في حاجات كتير لازم تعرفها وأنته بتجمع المال.

مشهد قبل النهاية بين الدكتور إسماعيل والشيخ الدرديري الذي يسأله، تفتكر ياعم درديري أن زيت القنديل بيشفي العينين، ليرد عليه الدريردي قائلا: إنما الأعمال بالنيات، اللي أمن أنه يشفيه ها يشفيه، وهيا واسطة، ليرد عليه الطبيب إسماعيل ربنا يجعل للست في أيدها الشفا، ليعود إلي بيت والده، ويقابل فاطمة ويقول لها: أنا جاي أعلجك بزيت القنديل، وفي صاحب المقام عالج يحيي زوجته من خلال تحقيق أمنيات المواطنين الغلابة.

مشهد النهاية في كلا من الفيلمين واحد، عندما ذهب الطبيب إسماعيل في قنديل أم هاشم، إلي المقام طالبا العفو والسماح من آل البيت، بعد أن كسر القنديل، وفي المقابل يقوم يحيي في صاحب المقام بإعادة بناء مقام سيدي هلال بعد أن تم هدمه في بداية الفيلم، لم ينجح العلم في قنديل أم هاشم في السيطرة علي توغل وسيطرة أولياء الله الصالحين علي عقول وقلوب المصريين، ولم ينجح المال أيضا في صاحب المقام.

الأحد، 21 يوليو 2024

المايوه في حياة المصريين

 


 

الملك فاروق 

لم يعرف المصريون وتحديدا سكان القاهرة الشواطيء والذهاب إليها للهروب من حرارة الصيف، ولم يذكر ذلك الجبرتي "1754-1822" وكانت القلعة هي مصيف رجال الدولة والأعيان حيث يهجرون بيوتهم في خان الخليلي والحسين ويذهبون لقضاء الصيف بحي القلعة أو فوق تلال زينهم حيث يؤدي ارتفاع هذه الأماكن لخفض حرارة الجو، كما كان من عادة الناس أن يذهبوا إلي سواحل شبرا وروض الفرج وبولاق للبحث عن نسمة هواء، وقضاء السهرات مع بعضهم البعض.

كما أن محمد علي باشا أول من رأي بضرورة وجود مقر صيفي للحكم فاهتم بتعمير الإسكندرية وبني فيها عدة قصور أهمها سراية رأس التين عام 1824، وقصر المحمودية وقصر ابنه إبراهيم باشا وكان يقضي بعض فترات الصيف هناك وكان حفيده الخديو إسماعيل بحكم ثقافته وتربيته الأوربية حريص مثل جده علي قضاء بعض شهور الصيف بالإسكندرية، وقام الخديو عباس الثاني بتشييد قصر المنتزة عام 1892، ليقضي به الصيف تارة أو الأستانة تارة أخري.

وفي عام 1928 قام الملك فؤاد بترميم وتحديد قصر المنتزة القديم الذي عرف باسم السلاملك، وأضاف له قصرا جديدا علي الطراز البيزنطي عرف باسم الحرملك.

ولم يعرف المصريون المايوه في الأول، وكان الرجال يلبسون بعض الملابس الخفيفة حتي تسهل عليه السباحة، وقد ظهر المايوه أول في أوربا في القرن التاسع عشر، وكان الملك فاروق أول حاكم مصري يظهر بالشورت والمايوه علي البحر بغرض الاستشفاء والعلاج من بعض الأمراض الجلدية وبناء علي أوامر من الطبيب.

أما بالنسبة للمرأة المصرية فكانت تنزل البحر بعيدا عن أعين الرجال وفي حراسة أحد محارمها وهي تلبس ملابسها كاملة وفي سنة 1892، قامت حملات كبيرة في أوربا ضد المايوه وشبهوه بلبس البهلونات ومروضي الوحوش، وظهر المايوه البكيني الشهير والمكون من قطعتين في عام 1929، وحرمته بعض الدول الأوربية المحافظة، فاختفي ثم عاد للظهور وانتشر بعض الحرب العالمية الثانية وتعللت بيوت الأزياء بأن القماش غالي الثمن ولابد من تقليله والتوفير وأن كشف الجسم للشمس والهواء والماء مفيد صحيا وفرحت النساء بذلك ومن هنا بدأت النساء في ارتداء المايوه حتي وصل إلي مصر وأصبحن نساء العالم كله يرتدين المايوه.


الأحد، 19 نوفمبر 2023

المخرج والمنتج الفني أسامة غريب عضو مجلس نقابة المهن السينمائية: قدمنا الكثير في النقابة من علاج ومصايف وندوات

 


المخرج أسامة غريب


أقول للشباب لا تخافوا وتعالوا إلينا نحن في خدمتكم

بتعليمات من النقيب تخلصنا من جميع الموضوعات العالقة

ذهبنا إلي الزملاء في المحافظات وتم حل جميع مشاكلهم

 لا يوجد أي أجراءات تعجيزية ضد الشباب في النقابة

حوار: عماد خلاف

منذ أن حصل المخرج أسامة غريب علي بكالوريس الإعلام جامعة القاهرة، وهو يسير علي خطا ثابتة في مجال الإخراج والإدارة الفنية والعمل في التليفزيون المصري، حيث التحق بالعديد من المناصب التي جعلته يكتسب خبرة كبيرة، ما بين العمل كرئيس لجنة ضبط الجودة بالقناة الثانية المصرية، والعمل منتج فني للبرنامج الصباحي نصبح عليك، وعمل مخرج لبرنامج المنوعات «ملامح» كما أنه محاضر بالجامعات الحكومية والخاصة للتدريب العملي لطلبة ومعاهد الإعلام، كما عمل مستشار لوزير الإعلام للشئون الفنية في عام 2013 ومستشار رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون 2013 وعضو لجنة الرصد والشكاوي والمقترحات بالهيئة الوطنية للإعلام سابقا من عام 2017 إلي 2020.

كما عمل في برامج الكاميرا الخفية وحكاوي القهاوي وحفلات أضواء المدينة ومنوعات صيفية وبرامج المجلة الاقتصادية وغيرها من الأعمال الذي راح يتنقل فيها حتي أصبح لديه خبرة كبيرة في مجال الإعلام إلي أن التحق بنقابة المهن السينمائية ومنذ ذلك التاريخ وهو يضع نفسه مع زملاءه في مجلس النقابة لخدمة الأعضاء تحت رئاسة مسعد فودة.

وفي مجال السينما، عضو الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية ومستشار الاتحاد العام للفنانين العرب للإعلام والعلاقات الخارجية وغير ذلك.

ماذا قدمت كعضو مجلس إدارة نقابة المهن السينمائية؟

أنا شرفت ودخلت عضو مجلس إدارة في 26/ أكتوبر /2013،  دورة غير مكتملة ودورة أخري مكتملة حتي الأن، نظراً لظروف ما حدث خلال السنين الماضية من كورونا وغيرها، وكان هدفنا عندما التحقت بالنقابة هو حل مشاكل الزملاء ونقف بجانبهم، وكنت أسمع من زمان قوي عن نقابة المهن السينمائية، وكان نفسي أكون عضو فيها حتي أتعرف عليها ما يحدث داخلها، وعندما أصبحت عضو في عام 1992، بدأت أتعرف علي مشاكل الزملاء وأحاول حلها مع الزملاء في مجلس الإدارة، وكنت أحس براحة نفسية عندما أقوم بخدمة زملاء من الأعضاء، سواء كثروا أو قلوا، وحملت علي عاتقي أكثر من ملف وكان الملف الأولي هو ملفات القيد لأني، وعندما أتيت كعضو مع زملائي في 2013 وكنا الدولة في حالة ثورة وشرفت أن أكون عضو في لجنة القيد وكانت توجد ملفات كثيرة لم يتم اتخاذ قرار فيها، وللأسف كان في 2005 و2006 و2007 و2008 ولم تكن اللجان تنقعد بصفة مستمرة، وكانت مجالس الإدارت متعاقبة وكثيرة ووراء بعضها، وبالتالي كانت هناك ملفات كثيرة لم يتم اتخاذ قرار فيها، لكن الحمد لله بفضل الله وتوجيه السيد  النقيب مسعد فودة قدرنا أن أننا نتخطي العقبة، وخلصنا كل الملفات التي كانت معلقة، لكن بقيت مشكلة الأعضاء في الأقاليم الذين ينتموا إلي القنوات الإقليمية مثل القناة الرابعة أو الخامسة أو السادسة أو السابعة والثامنة كانت لديهم ملفات كثيرة، وبالفعل أخذت علي عاتقي القرار وسافرت إلي الزملاء في أماكنهم وعرفت مشاكلهم وبدأنا في تقفيل كل الملفات الخاصة بهم وحل جميع مشاكلهم، من خلال تكلمة الأوراق الناقصة لكل زميل وكلفنا الموظف المسئول أن يتصل بكل زميل ويبلغه أن لديه أوراق ناقصة وعليه أن يكملها حتي نقوم بتجديد الكارنيهات لهم، فهم مثلا تبع جهات حكومية مثل التليفزيون أو صوت القاهرة، أو مدينة الإنتاج أو المركز القومي، وقمنا بتحديث البيانات لجميع الأعضاء، والأن الملف يأخذ دورته الطبيعية من يوم إلي ثلاثين يوم، ويتم إبلاغ العضو لو  هناك ورق ناقص، وتحولنا إلي ميكنة كل الملفات وخلصنا كل شيء وتم حفظ جميعها في الكمبيوتر.

بعض الشباب يشتكي من عدم تواصل النقابة؟

هذا الملف مهم جدا حيث ظهرت السينما المستقلة وبدأت تأخذ المجال في مصر، وحملنا علي عاتقنا أن نأتي بالشباب إلي النقابة الذين يعملون بالموبايل وغيرها من الوسائل الجديدة التي طرأت خلال الألفية الجديدة، وكان أغلب الشباب لديهم خوف من الدخول إلي النقابة وكانوا يسمعون كلام كثير من نوعية أن النقابة لا تهتم بهم، بالإضافة إن النقابة سوف تحصل منهم أموال كثيرة وسوف يمنعونا من التصوير، كل هذا الكلام ليس له أساس من الصحة بل مجرد أشاعات يتم تريدها علي أساس أن يبتعد الشاب عن النقابة، وبالفعل حصلنا علي موافقة النقيب وعملنا لجنة مصغرة أسمها لجنة السينما المستقلة، وكنت أنا مقرر اللجنة من 2014 و2015 ولفينا مصر كلها بالتنسيق مع هيئة قصور الثقافة، ورحنا نلف المحافظات من الإسماعيلية إلي الشرقية إلي الإسكندرية وغيرها من المحافظات ونري الشباب الذين يعملون في السينما المستقلة، وما هي مشاكلهم وماذا يريدون؟ وقمنا بحل مشاكلهم من خلال استخراج التصاريح وتعاملنا مع المشكلة بشكل عقلاني جداً دون تهويل أو تقليل وفقا لتوجيهات النقيب مسعد فودة، وتعرفنا علي كل صغيرة وكبيرة خاصة بالسينما المستقلة والنقابة تتوحدت معهم لحل مشاكلهم.

كما أن النقابة تساعد هؤلاء المنتمين إلي السينما المستقلة من خلال مساعدته في مشاركة فيلمه في مهرجان ما أو يريد التصوير في الشارع أو يريد الالتحاق بالنقابة فليس لدينا أي مشكلة خالص من التحاق أي من هؤلاء عكس ما يصدر للمشهد الشبابي أو السينما المستقلة من أن النقابة تحبطهم وهذا ليس صحيح.

ماذا لو قام أحد الشباب أو المخرجين بتصوير فيلم دون الرجوع إلي النقابة؟

تطبق الإجراءات المنظمة للوائح العمل داخل النقابة، هل ينفع أن يشارك الممثل دون أن يحصل علي تصريح من نقابة الممثلين نحن لدينا اتحاد النقابات الفنية، توجد نقابة للموسيقيين والممثلين والسينمائيين، وهل ينفع أغني من غير ما أحصل علي تصريح من النقابة أو مخرج أو ممثل دون الحصول علي تصريح من النقابة، لكن في هذه الحالة هو يمثل نفسه وليس النقابة.

وللأسف هناك الكثير من هؤلاء فاكرين أننا سوف نحصل منه علي مائة ألف جنيه أو عشرين ألف الحقيقة أن الموضوع لا يتعدي  مبالغ بسيطة، ولابد أن يأتي إلينا حتي نحميه، وأي مخرج عليه أن يأتي إلي النقابة حتي لو كان خريج كلية تجارة أو حقوق أو غيرها من الكليات وسوف نذلل كل العقبات وسوف نعطيه الدورات التدريبية التي تؤهله في مجال الإخراج، لسنا ضد أحد بل علي العكس تماما، النقابة أسست من أجل هؤلاء العاملين في الفن، ولن يحصل علي أي تصريح للتصوير في الشارع إلا بعد الرجوع إلينا ولن تعطيه وزارة الداخلية تصريح وسوف ترسله إلينا حتي نعطيه التصريح حتي يعمل، وهذه الأجراءات هي حماية له في الأساس.

وعلي أي شخص أن يأتي للنقابة ويقدم لنا أعماله الفنية من ثلاث أعمال إلي خمسة وفي هذا الحالة نقيمها سواء كان مخرج أو كاتب سيناريو أو ناقد لكن ديكور أو فنون تطبيقية ولابد أن يكون خريج معهد السينما.  

ولدينا الكثير من الدورات سواء في الإخراج أو الكتابة أو التمثيل وغيرها بالتعاون من النقابات الأخري ولذلك علي كل شاب هاوي عليه أن يأتي إلينا وسوف نساعده ولن نقف ضده بالعكس هذه النقابة مهمتها هي خدمة مهنة السينما وليس الوقوف ضد أي شخص غاوي سينما.

ما هي المميزات التي تقدمها النقابة للعضو؟

 العضو العامل في النقابة بحميه من المشاكل المعنية، بمعني أنه لو دخل كمخرج أو كاتب سيناريو مع جهة إنتاج وحصلت خلافات بينهم يرجع إلي النقابة وفي هذه الحالة ترجع ليه النقابة حقه كاملا، كما توجد خدمة التأمين الصحي علي مستوي عالي جداً، وتتكفل النقابة بنسبة ستين في المائة في العلاج، كما يحدث دعم من 30% إلي 35% للعضو في المصايف، ورحلات العمرة والحج كل هذه مزايا للعضو داخل النقابة.

ما هي الحالات التي يتعرض فيها العضو للفصل من النقابة؟

 أي تصرف له علاقة بالسمعة أو الشرف، ولم نواجه مثل هذه الحالات نهائيا في النقابة علي الأقل خلال وجودي في  المجلس، كما أن العضو يدفع  خلال العام اشتراك 200 جنيه فقط.

 ماهي موارد النقابة وماذا فعلتم كأعضاء في المجلس حتي تزيدوا الأموال ؟

النقابة له مصدرين للدخل وهما أشتراكات العضوية إلي جانب الرسم النسبي الذي يتم تحصيلها من الأعمال الفنية من مسلسلات وأفلام وفيديو كليب وإعلانات، بمعني أن أي شيء يذاع علي الشاشة يوجد دخل نسبي يسدد للنقابة، إلي جانب وجدنا قنوات فضائية كثيرة جدا ويوجد بها أشخاص شغالين فيها ما بين مخرج ومساعد مخرج ومدير إنتاج لذلك أصبح ملزم علي هذه القنوات أن تسدد للنقابة رسوم عن العاملين عندهم للغير مقيدين في النقابة، كما بدأنا نتعامل مع شركات الإنتاج بشكل سلس ومريح بالنسبة لهم ونقوم بتحصيل الأموال سواء بشكل ربع سنوي أو نصف أو سنوي حسب قدرتهم، من الممكن أن يدفع جزء وعلي ما يوزع المسلسل أو الفيلم يقوم بدفع الباقي.

كما أننا نقوم باستقطاع نسبة 2 % من خلال الأعضاء الذين يعملون في التليفزيون الحكومي أو المصري أو المركز القومي للسينما ولدينا أموال من الهيئة الوطنية للإعلام وغيرهم هذه هي الموارد الخاصة بالنقابة.

ما هي الدورات التدريبية التي تقدم للأعضاء في النقابة؟

هناك بعض الأعضاء اقترحوا علينا في المجلس أن نقيم بعض الدورات التدريبية، وبالفعل أقمنا ورشة اليوم الواحد من الفترة 2015 إلي 2017 ونختار يوم الجمعة بحيث يكون يوم كامل سواء كان عضو أو لم يكن يريد بعض المعلومات عن المونتاج أو السيناريو أو والإخراج وشارك عظماء المهنة لتدريب الأعضاء وأتينا بـ سمير فرج، والإخراج عمر عبد العزيز وهاني لاشين، في والإنتاج أتينا بـ هشام سليمان وكان يوم جميل جدا ونعمله في النقابة في الدور الأول.

بعد ذلك بدأنا نشتغل علي زاوية أوسع وعملنا بروتوكلات مع قصور الثقافة،  كما يوجد بروتوكول تعاون مع مؤسسة علي بدرخان، ومع جامعة فرنسية وبروتوكول مع الأكاديمية البريطانية.      

ما هو طموحك خلال الفترة القادمة للنقابة؟

أخر شيء شغالين عليه هو النادي الاجتماعي للنقابة حصلنا علي شراكة مع نقابة الصيادلة في التجمع بمنطقة النوادي نحن خلف بنك مصر علي مساحة 4 فدان، ونحن نعمل علي النادي من أربع سنوات وانتهينا من الملاعب وغيرها بنسبة 50% وكلي أمل أن يتم افتتاح النادي قريبا ونقعد في النادي كأسرة ونحتفل سويا.

كما طموحي أن نعمل دار مسنين، كما أن الأعضاء يرفضون أن يكون التمويل من إحدي الجهات الخارجية، لذلك نحن نحاول أن نفعل ذلك بمجهودتنا الذاتية، بالإضافة إلي إنشاء مستشفي تخدم الأعضاء بالتعاون مع الجهات الحكومية في الدولة.

  كيف تري المشهد السينمائي والدرامي في مصر؟

لا أحد ينكر أن الإنتاج السينمائي قليل يتم تصوير ما بين 30 إلي 60  فيلم في السنة لأننا بنختار لجنة الأوسكار كل عام ويأتي إلينا في نهاية العام الأفلام التي إنتاجها، وهذا عدد قليل جداً جداً، وهذا يعود إلي ظروف الصناعة اختلفت بالإضافة إلي التكلفة المادية عالية جداً.



 

 

 

 

 


الأحد، 3 سبتمبر 2023

مختار عيسي نائب رئيس اتحاد كتاب مصر: أنا كل هؤلاء.. شاعر وروائي وكاتب سياسي وناقد وقارئ

 



-

مصر ولادة والمنح الربانية لايختص بها جيل دون الآخر

الألقاب أصبحت مجانية يطلقها من لاحق له على من لا يستحقها 

لدينا حائزو كتب لا قراء والآلاف يشترون الكتب من كل معرض لكن للأسف ربما لا يقرؤونها

المرأة عندي هي نون الكون

المشهد  الشعري العربي شديد التنوع  والثراء

حوار: عماد خلاف

 

مختارعيسى، شاعر وناقد أدبي، وروائي وصحافي، تخرج في كلية الآداب وتربية بتقدير عام ممتاز مع مرتبة الشرف، تولي الكثير من المناصب وحصل علي العديد من الجوائز من بين مناصبه: نائب رئيس مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر لأربع دورات، كما تم تكريمه من عدة جامعات واتحادات ومؤسسات إعلامية كبري وروابط وملتقيات داخل مصر وخارجها،  وحصل علي درع اتحاد كتاب مصر ودرع  الهيئة العامة لقصور الثقافة، وعشرات الدروع وشهادات التقدير من مصر وخارجها  وهو ومحكم في مسابقات المجلس الأعلي للثقافة، ورئيس مؤتمر اللغة العربية وتحديات العصر عام 2018، وعضو اللجنة الثقافية لليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2018/2019،  

كما سجلت عن أعماله الشعرية رسالتان جامعيتان في دمنهور وطنطا في 2018، و2019م  وأنجزت  باحثة  في منحة التفرغ  دراسة موسعة عن صورة الآخر في رباعيته الروائية وترجمت  بعض قصائده وأجزاء من رواياته للفرنسية والإنجليزية والصينية، وهو صحافي سابق بجريدتي  الأنباء  والوطن الكويتيتين, اشرف على تحرير مجلة الكويت سنوات عدة وغيرها من المناصب التي شغلها الأديب والكاتب والمبدع الكبير مختار عيسي.

صدر له الكثير من الدواوين الشعرية من بينها الإبحار في العيون، خارطة للجرح، والعابر، أصقف للملائكة دون تحفظ، نزف وموسيقا،  كأنه يومض لي ولايكاد ينطفئ ، من أوراق الهزيمة ، وعلى المدى أبقاها ، نون النشوة ، وروايات غلطة مطبعية، واستربتيز، والبئر السوداء ،وحمالة العطب ، وسوسنة المستنقع ، ومن الكتب النقدية ما تيسر من حديث الناقد،  ووردة ونصل ، والعودة مسرحية شعرية وغيرها من الأعمال الأدبية. كما صدرت له كتب سياسية تضم المقالات التي نشرها في معظم الأقطار العربية.   

مختار عيسي من أنت؟ شاعر أم روائي أم كاتب سياسي أيها أقرب إليك؟

ما أسهله من سؤال ، وما أصعبه في آن واحد، حتى الآن، وبعد مسيرة تجاوزت نصف القرن مع الكتابة والإبداع، لا أستطيع  أن احدد من أنا في كل هذه الأشكال والأجناس الأدبية أو الفكرية أو السياسية؛ فاستجابتي للعالم  منذ أن وعيت على  مفردات المشهدين الثقافي العام والسياسي، لاتزال بانورامية، لا أرى نفسي في جزء من المشهد دون الأجزاء الأخرى إلا إذا اعتبرنا العالم مجموعة من الأجزاء المتناثرة، ولكني أراه دائما كلا متكاملا يتداخل فيه السياسي والاجتماعي والفني والثقافي والأدبي ويتجاور فيه الشعر والرواية والمسرح والسينما والفن التشكيلي والمقال السياسي والرؤية النقدية، لذا فإني لا أعلى من جنس أدبي على آخر، ولا أستعلي ذائقة على أخرى، وأومن إيمانا يقينيا بحتمية التجاور والتشابك والوحدة في التنوع، وإن كانت قوالب التعبير  تختلف،  إلا أن الغاية الأسمى لها جميعاـ فيما أرى ـ تحقيق إنسانية الإنسان، والسعي لترسيخ قيم الحق والحرية والجمال  دون نفي أو إقصاء، لذا فإنني أقول لك إنني شاعر وروائي وكاتب سياسي و ناقد وقارئ، أنا كل هؤلاء.

                كيف تري المشهد الثقافي في مصر؟

ترتبط إجابتي عن هذا السؤال بما أشرت إليه  في إجابتي السابقة، ومن ثم فإنني أرى هذا المشهد بهذه الكلية التي  لا ينفي جزء منها الآخر، ولا يستأثر جنس أدبي أو جماعة ثقافية بالحقيقة الكونية، مايعني أن ما يمكن أن يصفه آخرون بتشظي المشهد وتنافر بعض أجزائه، وذلك في رأيي نتيجة  إعتامات إعلامية وتواطؤات نقدية، وتدخلات بدرجة أو بأخرى  هو تعبير عما يعيشه المجتمع بشكل عام  في ظل اختلاط الأمشاج الثقافية وغياب الهوية، وينجرف  الكثيرون وراء المودات الأدبية والاستنساخات  النقدية والوقوع في فخاخ الاستلاب العولمي مايعني أن ثمة ضرورة  لاستنقاذ الثقافة المصرية من كثير من الترهلات  في المشهد الأكاديمي والتضييقات بسيطرة الإقصائيين بحجج رقابية دينية أو سياسية  وأن الحرية العامة إذا ماتحققت لابد أن تنعكس بالإيجاب على هذا المشهد ببانوراميته أو تشظيه  الذي يمكن إعادة تجميعه بما يحقق الغاية الأسمى من الثقافة بشكل عام، لدينا للأسف مؤسسات ثقافية لكن ممارستها أبعد مايكون عن جوهر الثقافة وتكتفي بالكرنفالية واللافتات والصور التذكارية ولدينا مبدعون كبار لايجدون فرصا لتحقيق الاتصال الواجب مع جمهور المتلقين بتواطؤات أجهزة التعويق ومن بينها الجهاز النقدي الأكاديمي  الذي لا يتابع الجديد والذي استلبه أسر القديم  أو وقع فريسة تحديثات مخاتلة بما لاتوائم  واقع مجتمعه.

من الكاتب التي تبحث عنه دائما حتي تقرأ له؟

لا أبحث عن كاتب معين، وإنما عن كل كتابة  مختلفة لا تعتمد ثقافة التحنيط وتوقيف الزمن، ومن ثم فكل كاتب يقدم لي هذا فهو المقدم عندي ولا يهمني إن كان ممن كان لهم تاريخ طويل مع الكتابة أو من يتلمسون خطواتهم الأولى، المهم هو الكتابة لا الكاتب.

 

-              هل تراجع دور المثقف في الوطن العربي ولم يعد قادرا علي التأثير في جموع الناس؟

 

عوامل كثيرة  أدت  إلى تراجعه، ومنها  ما يعود إليه  نفسه من التفاف حول الذات  والنأي عن الغوص في أحوال مجتمعه بكل تجلياتها الاجتماعية والسياسية والفكرية  بعامة ومنها ما تسهم به أجهزة الرقابة  والمنع  التي لاتزال تنظر إبيه وفق المعادلة الجوبلزية، ومنها مناخات التواطؤ  النقدي التي فرضتها  الرؤى التسليعية للمنتج الثقافي والتعليبات  وفق الأقيسة الجاهزة  للمستهلك الرأسمالي وهذا ماتفعله للأسف بعض المؤسسات التي يفترض مناهضتها لتسليع الثقافة وإذا بها تسعى جاهدة لقياس كل شيء  بالبنكنوت حتى  إن أضر بالبنية المجتمعية ولعل في ما تقدمه السينما ومسارح التفاهة وأغاني المهرجانات  ما يكشف هذه البيئة المدمرة برعاية مسؤولي حمايتها.

-              لماذا إصرارك الدائم علي الجمع بين النقد والتوجيه في أغلب كتاباتك؟

ـ أرى أن  أحد ركائز الرؤية لأي مثقف حق ألا ينفصل عن الواقع وأن يؤدي ما أسميه بزكاة  الموهبة  أو ضريبة المواطنة الحقة بأن يؤدي ماعليه إسهاما في تنمية مجتمعه على الأصعدة كافة، ملقيا أضواءه على مايراه برؤية موضوعية إيجابيا في مصلحة  الوطن والمواطن، دون أية حسابات بروتوكولية أو انحيازات، وأن  يسلط أضواءه أيضا على كل ما يدركه بموضوعيته من إخفاقات أو مزالق يمكن أن تأخذ بالوطن أو المواطن إلى التراجع والهزيمة والانفصال عن الحياة الكريمة.

وأكاد أتهم كل مثقف لا يعمل موضوعيته  في التفاعل مع مجتمعه في محيطه أو مجاله  بخيانة الذات قبل هيانة الوعي العام، والنقد والتوجيه ليسا حكرين على ما يصطلح عليه بالنخب ولكنه واجب كل ذي عقل يعي وقلب يشعر وعقل يفكر.

 

-              المسرح الغنائي أين هو؟

ليكن السؤال: المسرح أين هو،؟ لأجيبك أن هناك تراجعا كبيرا في مجال المسرح  المصري وشجع ذلك على وجود الاسكتشات المسرحية  دون رعاية للمسرح الجاد  على مستوى النصوص أو إنشاء المسارح أو دعم الفرق المسرحية ومنها مسرح الدولة، رغم المهرجانات ذات الصبغة الاحتفالية الدورية، وفناني (السبوبة)  في مسارح قصور الثقافة، والأمر يتطلب حراكا حقيقيا  لإنقاذ المسرح بكل أشكاله وليس فقط المسرح الغنائي الذي يحتاج إلى تكاليف  عظيمة  قد لاتقدر عليها  فرق خاصة لاتستهدف سوى الربح السريع، وإني أسأل  آسفا عن دور مسارح الدولة  وفنانينا الكبار الآن.

 

ما رأيك في جيل الشباب من الشعراء؟

ربما كانت الإجابة الأقرب للحضور على شاشة الوعي الآن أن مصر ولادة وأن المنح الربانية لايختص بها جيل دون الآخر، وبالفعل هناك عدد كبير من الشعراء الشباب  يقدمون شعرا مغايرا  وهم جادون في سعيهم رغم احتكارت من يسمون أنفسهم بالكبار للشاشات الرسمية، وأرى أن الكبير دائما هو النص لا الناص، وأن الشعر أعظم من كل الشعراء، وبشكل خاص أتابع الجيل الجديد ومفتون بكثير من قصائك الشباب الذين بالقطع لو تناولتهم أيدى الرعاية المخلصة سيعيدون الشعر إلى الواجهة، كل ما أرجوه ألا يقعوا فريسة التقليد السافر للنصوص الأجنبية متغافلين عن ضرورة التواؤم الزمكاني بين الشعر والبيئة.

-             

ماذا تقول لجيل الشباب من كتاب الرواية والقصة القصيرة؟

ألا يستنسخ أحدهم أو معظمهم  القصص والروايات الأجنبية، وأن يكتب كل منهم محليته بوعي و إدراك متناقضاتها البيئية وواقعها السياسي والاجتماعي دون استيراد نماذج من المشكلات غربية  الأركان.

 

-              لك كتاب بعنوان وردة ونصل عن بعض أعمال بعض شعراء في الوطن العربي كيف تري المشهد الشعري في الوطن العربي؟

المشهد  الشعري العربي شديد التنوع  والثراء  وتناوله وفق منطق التجاور النوعي  وقبول الذوائق الأخرى هو  الأقرب لمفهوم العدالة النقدية في الحكم عليه، وهذا ما فعلته في الكتاب من تناولي لأجيال مختلفة وذوائق متباينة، وتجارب وأمشاج إبداعية تخلقت في ارحم الثقافي العربي العام، بعيدا عن تواطؤات نقدة أو مؤسسات بتقديم جيل وتأخير رتبة آخر، أو إرفاع شاعر وذائقته وإخفاض ماعداه، فألأمر كما أكدت لابد أن يخلو من الاسنعلائية أو الاستعدائية  وأن يتم قبول الكل في إطار تجاور الأشكال والمدارس والاتجاهات لاصراعها وحروبها .

 

-              ما سر هجومك الدائم ورفضك الألقاب بكل أشكالها سواءأ كانت دكتور أو مستشار أو سفير  وتصفه التلقيب  بالنفاق الثقافي  و اكتشفت أن المشهد الأكاديمي يعاني من زيوف لاحصر لها؟

 دعني أقل لك  إني دائما أفضل  القصيدة العظيمة  عن الشاعر العظيم والرواية الكبيرة عن الروائي الكبير، والألقاب التي  أصبحت مجانية يطلقها من لاحق له على من لايستحقها  إما جهلا  بالقيمة الحقيقية لما يقدم  علوا وانخفاضا، أو سعيا لمصلحة عارضة، أو ترويجا تسليعيا لبضاعة رديئة  لدى تاجر أردأ، ولعل في المتابعة المنصفة لأصحاب كثير من هذه الألقاب المجانية يرشدك إلى عبصية إطلاقها، وأن من يستحقها حقا يأنف من إلصاقها به كي لاتفقد قيمتها الحقيقية،  ولعلك تعلم المعادلة الاقتصادية القائلة بأن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق، أما المشهد الأكاديمي فهو صورة عن مشاهد كثيرة تعاني الإحساس بالفوقية استنادا إلى اللافتة المرفوعة أعلى المحل الذي  ليس بالضرورة تكون بضاعته  معبرة عن اللافتة  أو العكس.

 

-              هل كنت  تعلم  أيها الطفل البريء أنك ستظل باحثا عن لحظة قرار؟ هذه العبارة كتبتها ما هو هذا القرار؟

ولا أزال  باحثا، وسأظل، على قلق  كأن الريح تحتي   كما قال المتنبي،  وأنّى لي أن أقر والعالم من حولي لايكف عن الدوران والصراع والقتل المجاني والاستلاب، وتهميش الفقراء وسرقة حريات الأوطان والشعوب، أنّى لي أن أقر  وهذا  العالم  الذي يبدو كأنه على قرني ثور هائج  في حلبة مصارعة  يسعد فيها المتابعون بالعنف والسقوط والجراح  كما يسعدون بمحاولات النجاة وهى الأقل في عالم الأقطاب المتوحشة.

 

هل لدينا في مصر والوطن العربي قاريء؟

اسأل معارض الكتاب ودور النشر تجد الإجابة التي أرجو أن تكون قد أدركت معها أن لدينا حائزي كتب لا قراء، الآلاف يشترون الكتب من كل معرض لكن للأسف ربما لا يقرؤها إلا المئات، وإلا ماسر التراجع القيمي وانخفاض الوعي العام في مجتمعاتنا العربية؟ أكاد أحس أن مسؤولي الثقافة رغم ادعاءات شكلانية حريصون على أن تظل القراء محدودة.

 

-             

دائما ما تهاجم المثقفين هل لديك موقف عدائي منهم؟ ولماذا؟

لو قام المثقفون بأدوارهم الحقة في مجتمعاتنا ما وقعنا في براثن الهزائم الاجتماعية  والفكرية، لكنهم ـ للأسف يمارسون استعلاء غير مبرر على الناس، فيما أرى أن الوعي الشعبي التلقائي، كما عبرت في أحد مقالاتي، أكثر إدراكا  للأزمة من هؤلاء المثقفين المستعلين، المكتفين باللافتات والصور التذكارية وجلسات الصالونات الخزفية.

 

ماذا تعني لك المحلة بكل ذكرياتها الجميلة؟

هي المحلة، وردة الله في دلتا مصر، سوطه اللاهب على ظهور الظالمين، صوت الطيبين العاشقة قلوبهم معنى العطاء، سورة البذل وآية العمل، بكارة الفكرة وفكرة الحرية، عاصمة ومعصومة.

-              هل ساعد شعر النثر أن يسد الفجوة بينه وبين القارئ وأعني بذلك إشكالية القراءة وفهم النص؟

كما قلت من قبل  إنني لا أومن بالفصل التعسفي بين الأجناس أو الأشكال الأدبية والفنية، وأن النظرة البانورامية للحياة والتلقي الكلي بعيدا عن التلقي التجزيئي والتشظي  الذي يرى بعضهم فيه شرنقة تقيه الذوبان في الآخر، ومن ثم فإن الشعر في أي شكل جاء سيكون قادرا على تحقيق مراده  الموضوعي، والفني إذا ما أخلص الشاعر رؤيته وأداته بعيدا عن العدائية المفتعلة بين كل شكل وآخر، وأرى أن مايمكن أن تستوعبه قصيدة النثر ، لايستوعبه شكل آخر المهم ألا يناصب شكل شكلا آخر العداء، وأن لانظل أسرى الخصومات الشكلية؛ فالمهم هو قدرة كل شاعر على تحقيق مايصبو إليه من خلال الشكل الذي يقدمه، لكني دعني أوضح أن غياب بعض الفواصل بين الأجناس والأشكال الأدبية قد يفسح ـ أو هكذا يتصور ـ المجال  للأدعياء، مع أن الحقيقة أن الدعي  سيكون أيضا في النص الكلاسيكي أو في التفعيلي، أو في النثري، وأن الشاعر الشاعر سيتحقق وجوده في أي شكل كان  ويصل إلى قارئه المنحاز إلىه، أو حتى المنتقد لشكله، البراعة هي الفيصل والقدرة هي الحكم والشعر هو الشعر..

-             

تختفي المرأة من التواجد في أغلب قصائدك لماذا ؟هل لديك موقف منها؟

ربما لأنني لا أتناول المرأة  مجرد جسد أنثوي و أنها تكون دائما لدى متماهية مع ذوات آخرى، مع الحياة، مع الحقيقة، مع الوطن،  يظن كثيرون  أنها مختفية، لكنني أستطيع أن أؤكد  أنها حاضرة بقوة في كل قصائدي وربما لايستطيع المتلقي المتعجل إدراك هذا التماهي بين الخاص والعام، بين المرأة وكل أشكال الوجود الإنساني باعتبارها  نون الكون، لكن المتأمل الفاحص، سوف يدرك أن ديواني مثلا نون النشوة وهو آخر ماصدر لي  شعريا   لا ينصرف إلى هذه النشوة الحسية  وأن تحت السطح  الأعلى للنصوص موضوعات شتى،  وأن الحقيقة الكونية المطلقة  تكمن في العلاقة مع  المرأة  لكن ليس بالصورة الشبقية المألوفة لدى العامة، لكن الرؤية الصوفية ربما تكون كافية لإدراك ماوراء  الكلمات والصور والتراكيب وجوهر القصائد بشكل عام.

ما إصدارك الجديد؟

لدي  بعض الدواوين  في شعر الفصحى  تحت الطباعة وهي "لاسواها"  وهو من قصائد من  الشعر التفعيلي، و"لأضلاعي التي تهيأت للسكون"  وهو من قصائد النثر، و ديوان" هي كشفت لي جمرها: من الشكل الكلاسيكي، البيتي الخليلي وفيه محاولات تجديد في إطار بحور الخليل ،و "للمختار إنشادي"  وهو  في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ومن الشكل الكلاسيكي البيتي الخليلي.

         

 

-             

 

 














         







 

-