الجمعة، 17 سبتمبر 2021

سعاد حسني أخت القمر.. من البرنامج الإذاعي إلي بطولة فيلم حسن ونعيمة


 


علمها إبراهيم سعفان القراءة والكتابة وعلمتها إنعام سالوسة الإلقاء

محمد عبد الوهاب أصر علي بقاء اسمها سعاد حسني بدل سعاد توفيق

زوج أمها عرفها بعبد الرحمن الخميسي الذي أصر علي نجوميتها

قصة حسن ونعيمة حقيقية حدث في أحدي قري الدقهلية

عبد الرحمن الخميسي استغل نجاح مسلسل حسن ونعيمة ليحوله إلي فيلم

عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة كانوا مرشحين لبطولة الفيلم ولكن إصرار الخميسي جعل سعاد البطلة

عماد خلاف

أولي مراحل النجومية والتألق والشهرة مع نجمتنا السندريلا سعاد حسني، بعد أن تألقت وهي طفلة مع الإذاعي بابا شارو، كان مع رؤية الكاتب الكبير عبد الرحمن الخميسي لها في بيت زوج أمها المدرس عبد المنعم حافظ، الذي كان علي علاقة مع الخميسي، ليدق الحظ بابها وتفتح أمامها النجومية من أوسع أبوبها.

يروي أحمد الخميسي نجل عبد الرحمن الخميسي، حكاية والده مع السندريلا، فيقول: كنت أسير مع والدي الشاعر وكان يسكن في نهاية عمارة شارع الجمهورية قرب قصر عابدين، ونحن سائرين، استوقفنا أحد الأشخاص في الشارع، وقال لوالدي عبد الرحمن، أنا عبد المنعم حافظ واستمع إلي محاضراتك عن التذوق الموسيقي في جماعة الجرامفون بكلية الآداب، وبعد فترة من تكرار المواقف تذكر والدي عبد المنعم، ودعانا إلي الغذاء في بيته مع أسرته، في حي الفوالة، وبالفعل رحنا أنا وأبي ودخلنا إلي عمارة متهالكة، إلي أن وصلنا إلي الشقة التي كانت لا تختلف كثيرا عن العمارة من ناحية التهالك بالإضافة إلي الأثاث البسيط، وبعد أن جلسنا قام زوج أم سعاد حسني بتعرفينا علي زوجته الست جوهرة، وجلسنا وأكلنا ثم ظهرت سعاد ونحن نوشك علي الانصراف، حيث دخلت بصينية شاي، وكانت نحيفة جدا، وخجولة، وابتسمت ووضعت الصينية وجلست معنا ولم تنطق بشيء، وتنظر نحونا، وتأملها أبي طويلا ولم أكن أعرف السبب وراء ذلك.

ثم بعد فترة قال: هذه البنت نجمة سينمائية، ويؤكد أحمد الخميسي أن والده كان معروف عنه أنه مجامل كثيرا، ولم ألتفت لما قاله، وبعد أن أكلنا وشربنا الشاي وتكلمنا كثيرا مع العائلة، قمنا للانصراف، وسألت والدي ما قلته في البيت عن الفتاة سعاد من أنها نجمة أم كنت تجامل والدها، توقف للحظة وقال: لا والله يا ابني، إنها نجمة ونجمة كبيرة.

ومنذ تلك اللحظة لم ينسي والدي سعاد حسني، وكان لديه إصرار علي تقديمها إلي التمثيل، وبالفعل كان يجهز لفرقة مسرحية جديدة تضم وجوها من الشباب، لتقديم مسرحية هاملت، وضم سعاد حسني إلي الفرقة، بعد أن اقترح علي زوج أمها وأمها انضمامها للفرقة فرحبوا علي الفور، وبالفعل بدأت سعاد حسني لتقديم البروفات للمسرحية ولكن للأسف ظهرت مشكلة كبيرة وهي عدم قدرة سعاد حسني علي القراءة والكتابة وهذه مشكلة كبيرة جدا، ولحسن حظها توقفت المسرحية، وقبل أن تتوقف طلب عبد الرحمن الخميسي من الممثل الكوميدي والشهم إبراهيم سعفان تعليم سعاد حسني القراءة والكتابة، ووافق سعفان وبدأ في تعليمها ولاحظ سرعتها في التعلم، وخلال ستة شهور تعلمت سعاد القراءة والكتابة مايعادل درجة طالب بالمرحلة الإعدادية، ورغم توقف بروفات المسرحية ظلت إبراهيم سعفان يعلمها حتي انتهت وأصبحت كغيرها من زملاء الفرقة تجيد القراءة والكتابة.

أما خليل عبد النور صاحب كتاب "سعاد حسني ضحية اغتالها المثقفون" الصحفي في جريدة الكواكب، الذي كان صديقا للشاعر متعدد المواهب عبد الرحمن الخميسي، حيث يقول وقبل أن يقود المخرج الكبير هنري بركات، سعاد حسني إلي مكتبي وأنا كنت مديرا لتحرير مجلة الكواكب في أواخر عام 1958 وقد اختارا كبطلة جديدة لفيلمه "حسن ونعيمة"، ويؤكد خليل عبد النور أنه قد رأي سعاد حسني أكثر من مرة مع الصديق الكاتب الشاعر المتعدد المواهب عبد الرحمن الخميسي، في زيارته معها لمجلة "صباح الخير" التي صدرت في عام 1956 أو خلال البروفات المسرحية لفرقته التي كان ينوي أن تكون باكورة أعمالها مسرحية أطلق عليها اسم "نجفة بولاق" واختار سعاد حسني بطلة لها، لكن المسرحية لم تعرض، إذ أفلست الفرقة بعد ست شهور فقط من إنشائها.

ويضيف خليل عبد النور في كتابة قائلا: علي أن سعاد حسني منذ دخلت مكتبي في الكواكب مع بركات أصبحت بيننا قنطرة من الود والفهم المتبادل والتعاطف الواعي والقب فيما توالي من سنوات، حتي تلك النهاية المأساوية التي أنهت حياتها.

ويشير خليل عبد النور إلي العلاقة القوية التي كانت تربط سعاد بالخميسي، وعندما فكر في تحويله مسلسله الإذاعي "حسن ونعيمة" إلي فيلم سينمائي قرر أن يستعين بالسندريلا سعاد كبطلة في الفيلم مع الوجه الجديد أيضا محرم فؤاد، لكن المنتح فيلم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كان يريد عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة بطلين للفيلم، ولكن إصرار عبد الرحمن الخميسي والمخرج هنري بركات، علي إسناد شخصية نعيمة إلي سعاد جعل محمد عبد الوهاب يوافق علي الفور، ولكن قرر الخميسي مع هنري بركات تغير اسم سعاد حسني إلي سعاد توفيق، لكن محمد عبد الوهاب رفض نهائيا علي تغير الاسم وقال سعاد حسني اسم موسيقي وفيه رنه في الأذن وبالفعل استقروا علي بقاء اسمها كما هو.

وبدأت نجومية سعاد حسني في عام 1958 مع فيلم حسن ونعيمة المأخوذ من قصة حقيقة لشخصية حسن المغنواتي الذي كان يسكن في قرية في أحدي محافظة الدقهلية وكان مطربا في الأفراح ويطوف بفرقته في القري حتي رأي نعيمة وتعلق بها، لكن والدها رفض أن يزوج حسن لنعيمة، وبعد فترة وجدوا جثة حسن طافية في نهر النيل، بعد أن قتلوه، وأخذ القصة عبد الرحمن الخميسي وأراد تحويلها إلي مسلسل إذاعي بطولة بطولة كريمة مختار، وبعد النجاح الساحق الذي حققه المسلسل الإذاعي حول القصة إلي فيلم، وقامت سعاد حسني ببطولته لتبدأ رحلة الألف ميل بخطوة، لكنها خطوة مهمة لبداية نجمة القرن الماضي والقرون القادمة أنها سندريلا العرب ومعشوقة الجماهير سعاد حسني.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق