لا يجيد القراءة والكتابة ويصفه البعض بأنه «غاوي مشاكل»
دخل بيكا الشهري من المهرجانات 2 مليون و341 ألف جنيه
والسنوي 28 مليون جنيه مصري
حلمي بكر: لو هاني شاكر سمح لهؤلاء بدخول النقابة يبقي
«عليه العوض في الغناء»
بيكا كل يوم له مشكلة مرة مع نقيب الموسيقيين وخناقة في
الساحل الشمالي ومرة مع ضابط شرطة
عماد خلاف
لا
تنزعج ولا تقلق عندما تتورط في قراءة هذه العبارات القادمة عن المدعو محمد محمود
مصطفي سيد أحمد الشهير بـ حمو بيكا لا تلعن الظروف المحيطة بك ولا تفتح فمك تعبيرا
عن الخيبة القوية التي لحقت بك وأنك خريج أحد الجامعات العريقة وتحمل شهادة عليا
وتجيد القراءة والكتابة وربما صوتك أحسن من حمو بيكا نفسه، ولكن عليك إن ترفع يدك
للسماء وتقول حكمتك يارب، محمد محمود الشهير بـ حمو أكد في أغانيه أن رب الكون
ميزنا بميزة لا أدري أي ميزة هذه التي جعلته ينفرد بهذه الشهرة الواسعة ومن بعدها أصبح
هو الزبون الوحيد علي طاولة المؤيدين والمهاجمين وتحول إلي ظاهرة شاذة يقذفها
البعض بألعن الألفاظ وأنه سبب رئيسي في انحطاط الذوق العام، ورغم كل هذا لا يخلو
"توكتوك" في منطقة شعبية إلا ويعلو من جنباته صوت حمو بيكا الشاذ.
حمو بيكا أحد الظواهر الكونية الغريبة التي ظهرت
خلال السنوات القليلة الماضية، راح يوزع الكلمات الخائبة والهابطة التي وصفت بأنها
الأسوا في تاريخ الأغنية المصرية والعربية، البعض الأخر يقول أنها تتماشي مع
معطيات العصر الجديد الذي نعيشه الأن من كلمات غريبة ومنحطة وفي أحيان كثيرة
سافلة، المهاجمين والمؤيدين يسمعون حمو بيكا في الغرف المغلقة أو وضع سماعات
الموبايل علي الأذن حتي لا يكونوا مادة للسخرية من أحد.
محمد
محمود ولد في الإسكندرية بمنطقة الدخيلة عام 1988، أي أن عمره يقترب من 34 عاما لم
يكمل تعليمه تسرب من المدرسة الإبتدائية ولكن تكن هذه السنوات القليلة قادرة علي
تعلم حمو بيكا القراءة والكتابة، عمل في الكثير من المهن من بينها عامل بناء
وسيراميك بالإضافة إلي مسكه للسكين عندما وقف في محل جزارة إلي أن وصل إلي سائق
توكتوك ويعمل باليومية.
البعض
ساخرا طالب بعرض حمو بيكا وممن يستمعون له لطبيب نفسي، حتي نتمكن من دراسة ظاهرة
بيكا، لا صوت ولا كلمات ولا حتي موسيقي، ولكن كيف صعد سلم النجومية وتكوين ثروة
كبيرة خلال فترة وجيزة جدا، وصفها البعض بالحظ والبعض الأخر قالك ربنك لما يريد،
والبعض الأخر راح يوزع الاتهامات علي مستمعي هذا النوع من الأغاني الهابطة التي
راجت وانتشرت بشكل سريع ومؤثر في الشارع المصري، سائقي التكاتك تحولوا إلي أحد
مروجي هذه النوعية من المخدرات السمعية التي انتشرت وتوغلت وراحت تنهش في الجسد
المصري.
لو
أفترضنا جدلا أن حمو بيكا له مشوار فني فقد بدأه في عام 2017 من خلال التواجد في
الأفراح الشعبية والغناء فيها إلي أن أشار عليه أحد زملاءه بإنشاء قناة علي
اليوتيوب يقدم من خلالها أغانيه الشعبية وسجل أغنية قشطة للتتحول بين يوم وليلة
إلي شهرة واسعة في الحي الذي تربي فيه إلي أن بدأت رحلته عندما غني أغنية "رب
الكون ميزنا بميزة" وشاركه في هذه الأغنية علي قدورة ونور التوت ليدخل حمو بيكا
باب الشهرة من خلال هذه الأغنية التي شاهدها الملايين علي قناته علي اليوتيوب.
تعاون
حمو بيكا مع مجدي شطا وغنوا مع بعضهم مجموعة من الأغاني وبدأ نجومية حمو تعلو علي
السيوشيال ميديا مما جعل بعض المنتجين يذهبون إليه ويتعاقدون معه وكان من بينهم
أحمد السبكي لكن نقابة الموسيقيين برئاسة الفنان هاني شاكر طلبت من السبكي التراجع
وبالفعل استجاب الأخير ومن ساعتها هاني شاكر وحمو بيكا تحولوا إلي مادة خصبة علي
المواقع الإلكترونية بسبب ذهاب بيكا إلي نقابة الموسيقيين والتهجم علي هاني شاكر
بسبب عدم اعتراف النقابة به كمطرب وصدور حكم بالحبس عامين إلا أن بيكا خرج بفيديو
يعتذر فيه لهاني شاكر من داخل مقر نقابة المهن الموسيقية مؤكدا أن هاني شاكر والده
وقبل الأخير اعتذاره لتنطوي صفحة النقابة وبيكا مع التأكيد علي عدم التعامل مع
بيكا وغيره من المطربين الشعبيين حتي يتم تصحيح أوضاعهم مع النقابة واجتياز
الاختبارات المطلوبة.
ورغم
عدم اعتراف النقابة ببيكا وغيره قام بأصدار مجموعة من الألبومات من بينها
"أنا بحبك حبك" وأعيش طيب، والطيب أحسن، وغدر وجرح بالإضافة إلي
المهرجانات التي حملت أسماء خلصوا أفلامكوا ومهرجان جيش العطارين ومتنقل يا خرونج
التي حظيت بنسبة عالية من المشاهدة.
هل
المشكلة في المتابعين والمشاهدين والمستمعين لحمو بيكا أم في حمو نفسه الذي يحاول
فرض أسلوب جديد في الغناء من خلال عبارات توصف بأنها خارجة عن السياق العام
والذوق، حلمي بكر الملحن المعروف وصف بيكا بأن صوته وحش ولايصلح أن يكون مطرب وأنها
"مش بالعافية" مشيراً أن ما يحدث هو عبث ولو قامت نقابة المهن الموسيقية
بتأسيس شعبة لمطربي المهرجانات كما قال هاني شاكر فإنها سوف تخطيء في حق نفسها
والجمهور.
بكر
أكد أنه لا يصح أن تكون بلد أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب فيها حمو بيكا وغيره من
الأصوات الشاذة والغريبة.
حلمي
بكر لم يكن الوحيد الذي هاجم بيكا بل قامت نقابة الموسيقيين بمنع حفلات له في
القاهرة ودمياط والإسكندرية ورغم محاولات المنع الكثيرة إلا أن أغانيه تتصدر قائمة
الأغاني الأكثر مشاهدة علي اليوتيوب، ليحصل علي جائزة من موقع اليوتيوب كونه صاحب
الأغاني الأكثر مشاهدة في الشرق الأوسط عام 2018.
حصيلة
الأموال التي يحصل عليها بيكا من خلال المهرجانات قدرت بما يعادل 41 و500 ألف
دولار شهريا، أي بما يعادل 2 مليون و341 ألف جنيه مصري، أما بالنسبة للعائد السنوي
فقد وصل إلي 1.8 مليون دولار بما يعادل 28 مليون جنيه مصري.
حمو
بيكا فرض نفسه كأحد الظواهر الشاذة والغريبة ليس بالأغنية فقط والصوت الشاذ والوحش
بل بالتصرفات كان أخرها عندما تصرف بشكل ينم عن عدم وعي كامل بأهمية ضابط الشرطة
في فرض الأمن والنظام، ولأنه طلع كنبت شيطاني نسي نفسه وتخيل أنه بالمال يمكن أن
يفعل كل شيء، وتجاوز في حق القانون عندما قام بركن السيارة في شارع حيوي بمنطقة
العطارين وتركها مدة زمنية وعندما شاهدها ضباط المرور أمر بكلبشتها لحين عودة
صاحبها، وعند عودة مبيكا وأراد إنهاء الأزمة بإزالة الكلابشات فوجيء بالضابط يطلب
منه رخصة القيادة لم تكن الرخصة الذي يحملها سارية مما جعل الضباط يحرر له مخالفات
مرورية وطالبه بتسديدها، بالإضافة إلي تغيير لون السيارة وتغيير ملامحها، ووضع
زجاج ملون مخالفة لقوانين المرور، كما قام بالمشاجرة مع رجل مرور وتم تحويله للنيابة
ودفع غرامة 10 آلاف جنيه.
ومن
قبلها كان بيكا قد افتعل مشكلة مع مجدي شطا زميله في أغاني المهرجانات وتبادلوا
فيما بينهم الشتائم والاتهامات وأيضا عمر كمال وحسن شاكوش وغيرهم
ليس عيبا إلا تجيد القراءة والكتابة ولكن العيب
أن تظل هكذا متورط في عدم القدرة علي فك العبارات والكلمات وكتابتها، بيكا تقمص
شخصية شعبان عبد الرحيم الظاهرة التي سيطرت علي عقل البعض في القرن العشرين، سواء
من خلال اللبس المثير للجدل أو العبارات الغير مفهومة، صديقة الشعبي عمر كمال ظهر
معه في أحد الفيديوهات ساخرا منه ومن جهله في محاولة منهم لكسب ود الكثير من
المتابعين علي السيوشيال ميديا، والسخرية منه تيقن بيكا أن تصرفاتها الغير مفهومة
تجعل الكثير يتابعه ويحظي بنسب مشاهدة عالية تجعله الأعلي وحصد الأموال.
اللعبة أتقنها جيدا بيكا وراح يكسب الأموال والشهرة، ولكن متي تنتهي ظاهرة حمو بيكا؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق